للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويقال: في عيشِ بني فلانٍ شَظَفٌ، أي: يُبْسٌ وشِدّةٌ. وقد شَظِفتْ يدُه إذا خَشُنتْ.

ويقال: تَرِبَ الرَّجلُ يَترَبُ فهوَ تَرِبٌ، إذا لَزِقَ بالتُّرابِ. وإذا دعوتَ عليه قلتَ: تَرِبَتْ يَداكَ. وجاءَ عن النبيِّ، صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ: "علَيكَ بِذاتِ الدِّينِ. تَرِبَتْ يَداكَ". لم يدعُ عليه النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلّمَ- بذهابِ مالِه. ولكنّه أرادَ المَثَل، ليُرِيَ المأمورَ بذلكَ الجِدَّ، وأنّه إن خالفَ فقد أساءَ. قالَ أبو الحسنِ: المَثَلُ جرَى على: إنْ فاتكَ ما أغريتُكَ بأخذِه افتقرتْ يداكَ إليه. لأنّ قولَك "عليكَ كذا وكذا" إغراءٌ به وبلزومِه. أي: فلا يَفُتْكَ. كأنّه قالَ: تَرِبتْ يداكَ إن فاتَكَ. وهذا منَ الاختصارِ الّذي قد عُرفَ معناه.

أبو زيدٍ: يقالُ: نَفِقَ مالُه يَنفَقُ نَفَقًا، إذا نقَصَ وقلَّ وذهبَ. ويقالُ: نَفِقتْ نِفاقُ القومِ -وهيَ جمعُ نَفَقةٍ- إذا قلّتْ.

ويقال: أرمَلَ الرَّجلُ إرمالًا وأنفقَ إنفاقًا، وأقوَى إقواءً، إذا ذهبَ طعامُه في سفرٍ أو حضرٍ.

ويقال: أقفرَ الرَّجلُ إفقارًا، إذا باتَ في القَفرِ، ولم يأوِ إلى منزلٍ ولم يكنْ معَه زادٌ.

الأصمعيُّ: يقالُ: باتَ فلانٌ القَواءَ يا هذا. يريدُ: باتَ في القَفرِ.

ويقال: باتَ الرجلُ الوحشَ اللّيلةَ. قالَ الأصمعيُّ: فلا أدري كيفَ سمعتُه، أباتَ في القفرِ مُستوحشًا، أم باتَ وحشًا منَ الجوعِ؟ ويقالُ: أقفرَ فلانٌ منذُ أيّامٍ، إذا أكلَ طعامَه بلا أُدْمٍ. وهوَ القَفارُ.

أبو عمرٍو: يقالُ: أكرَى الرَّجلُ، إذا ذهبَ مالُه. وأنشدَ الفرّاءُ وابنُ الأعرابيِّ:

كَذِي زادٍ، مَتَى ما يُكرِ مِنهُ فلَيسَ وَراءهُ ثِقةٌ، بِزادِ

أبو زيدٍ: يقالُ: أنفضَ القومُ إنفاضًا، إذا ذهبَ طعامُهم منَ اللَّبنِ وغيرِه، ويقالُ في مَثَلٍ: "النَّفاضُ يُقطِّرُ الجَلَبَ". يقولُ: إذا أنفضَ القومُ قطّروا إبلَهم تقطيرًا، الّتي كانوا يَضَنّون بها، فجلَبُوها للبيعِ.

ويقال للرَّجلِ ولولدِه، إذا كانوا محتاجينَ: هم أرملةٌ وأراملُ وأراملةٌ. ورجل أرملٌ.

والعُلْقةُ منَ العيشِ: الّذي يُتبلَّغُ به. ويقالُ

<<  <   >  >>