للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

١٣٥ - باب الدَّمع

يقال: دمعت عينه تدمع دمعا، وذرفت تذرف ذريفا، وبكت تبكي بكاء وبكى، ووكفت تكف وكيفا، وهمت تهمي هميا، وهمعت تهمع همعا، وسجمت تسجم سجما، واستهلت تستهل استهلالا. قال أوس بن حجر:

لا تَحزُنِينِي، بالفِراقِ، فإنَّنِي لا تَستَهِلُّ، مِنَ الفِراقِ، شُؤُونِي

والشؤون: مواصل قبائل الرأس. ومنها يجيء الدمع. قال الأصمعي: وأصل الاستهلال: شدة وقع المطر. وقد سحت تسح سحا. قال امرؤ القيس:

فسَحَّتْ دُمُوعِي، في الرِّداءِ، كأنَّها كُلًى، مِن شَعِيبٍ، ذاتُ سَحٍّ وتَهتانِ

وقد هملت عينه تهمل هملا وهملانا، وانحلبت تنحلب انحلابا. قال العجاج:

يا صاحِ، هَل تَعرِفُ رَسمًا مُكْرَسا؟

قالَ: نَعَمْ، أعرِفُهُ، وأبلَسا

وانحَلَبَتْ عَيناهُ، مِن فَرطِ الأسَى

وارفضت ترفض ارفضاضا. وهو تفرق الدمع. قال الشاعر:

* فارفَضَّ دَمعُكَ، فَوقَ ظَهرِ المِحمَلِ *

وأسبلت تسبل إسبالا، وغسقت تغسق غسقا، وفاضت تفيض فيضا، وأخضلت تخضل إخضالا: إذا بلت بدمعها. يقال: بكى حتى أخضل لحيته. قال الراجز:

* وليلةٍ، ذاتِ نَدًى مُخضَلِّ *

وقد سربت تسرب. ويقال هذا في المزادة والقربة والإداوة.

<<  <   >  >>