فهي تحن عليهم. والأنانة: التي مات عنها زوجها، فهي إذا رأت زوجها الثاني أنت، وقالت: رحم الله فلانا. لزوجها الأول. والمنانة: التي يكون لها مال فتمن كل شيء، أهوى إليه زوجها من مالها، عليه.
وقوله "عشبة الدار" أراد الهجينة. وعشبة الدار: التي تنبت في دمنة الدار، وحولها عشب في بياض الأرض والتراب الطيب. فهي أضخم منه وأفخم، لأنه غذاها الدمن، والآخر خير منها رطبا، وخير منها يبسا، لأنها إذا أكلت وهي رطبة كانت منتنة سمجة لأنها في دمنة، وأنها إذا يبست كانت حتاتا وذهب قفها في الدمن، فغلب عليه فلم يؤكل. والأخرى إذا ما أكلت رطبة وجدت طيبة في مكان طيب. فإذا يبست كان قفها في تراب طيب، فأخذ من فوق التراب. قال أبو العباس: القف: ما يبس من البقل، وسقط إلى الأرض في موضع نباته.
وأما "كية القفا" فالتي يأتي زوجها أو ابنها القوم، فإذا ما انصرف من عندهم قال رجل من خبثاء القوم لأصحابه: قد -والله- كان بيني وبين زوجة هذا المولي، أو أمه، أمر. فتلك كية القفا، من أجل أنه يقال في ظهر زوجها أو ابنها القبيح، حين يولي.
وقال بهدل الدبيري: أتى رجل ابنة الخس يستشيرها في امرأة يتزوجها، فقالت: انظر رمكاء جسيمة، أو بيضاء وسيمة، في بيت حد أو بيت جد أو بيت عز. قال لها: لم تدعي من النساء شيئا. قالت: بلى شر النساء تركت، السويداء الممراض، والحميراء المحياض، الكثيرة المظاظ.
قال: وحدثني الكلابي قال: قيل لابنة الخس: أي النساء أسود؟ قالت: التي تقعد بالفناء، وتملأ الإناء، وتمذق ما في السقاء. قالوا: فأي النساء