للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلَاّ استطلاقًا فَقَال - صلى الله عليه وسلم - صَدَقَ الله وَكَذَبَ بَطن أخِيكَ فسقاه فَبَرَأ (ص ١٧٢٩ الى ١٧٣٦).

قال الشّيخ -وفّقه الله-: ذكر ها هنا هَذِه الفصول من الطّبِّ والعِلَاج وقد وقع في بعضها تشنيع ممن في قَلبِه مرض ومن ناشئة المتلاعبين من يلهج بذكر هذه الأحاديث استهزاءً ويقول الأطبّاء (مجمعون على أنَّ العَسَل مسَهِّل فكَيفَ يوصف لمن به الإسهال ما يسَهِّل (٢٦) ويقولون الأطبَّاء أيضا مجمعون على أنَّ استعمال المحموم الاغتسال بالماء البارد خَطَر وقرب من الهلاك لأنه يجمع الَمسَامَّ ويحقن (٢٧) البخارَ المتَحَلّل ويعكس الحرارَة لِداخل الجسم فيكون ذلك سببا للتلف، وكذلك أيضا يقولون: إنّ الأطبَّاء ينكرون مداواة ذات الجَنبِ بالقسط مع ما فيه من شدّة الحرارة والحرافة ويرون ذلك خطرا وهذا الذي قالوه جهالة وهم فيها كما قال الله سبحانه {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ} (٢٨) ونحن نبدأ بقوله - صلى الله عليه وسلم - فيِ الحديث الأوّل لكل دَاءٍ دواء فإذا أصَبتَ دَوَاء الدَّاءِ بَرَأ بإذن الله فهذا فيه تنبيه حَسَن وذلك أنه قَد علم أن الأطبّاء يقولون إن المرض خروج الجسم عن المجرى الطبيعي والمداواة ردّه إليه وحفظ الصحّة بقاؤه عَلَيه فحفظها يكون بإصلاح الأغذِيةِ وغيرها وردّه يكون بالموافق من الأدوية المضادّة للمرض، وبقراط يقول الأَشياء تداوى بأضدادها ولكن تَدقّ وَتغمض حقيقة الَمرض وحقيقة طبع العَقَّارِ والدواء المرَكَّب فتقلّ الثقة بالمضادّة التي هي الشّفَاء ومن ها هنا يقع الخطأ من الطّبيب فقد يظنّ العلّة عَن مادة


(٢٦) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٢٧) في (أ) يحفن بالفاء.
(٢٨) ٣٩ يونس.

<<  <  ج: ص:  >  >>