للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- صلى الله عليه وسلم - له من مجموع الفضائل ما يربي عليها حتى يكون أفضلَ على الإطلاق ولا يكون المراد بقوله - صلى الله عليه وسلم - (في ابراهيم عليه السلام "خير البرّية" الإطلاقَ ولكن) (٣٢) في معنى اختص به.

١٠٨١ - قوله: "نَحن أحَقّ بِالشَكِّ مِن إبرَاهِيمَ إذ قَال: {ربِّ أرِني كيف تحي الموتَى. قال: أوَلمَ تؤمِن قَالَ بَلىَ وَلكِن لِيَطمئِنَّ قَلبِي} (٣٣) (ص ١٨٣٩).

قال الشّيخ -رضي الله عنه-: من النّاس من ذهب إلى أن إبراهيم عليه السّلام إنما أراد بهذا اختبار منزلته واستعلام قبول دعوته فسأل الباري جلّت قدرته في أن يخرق له العادة ويحيي الموتَى ليعلم بذلك قدر منزلته عند الله سبحانه ويحَمل هَؤلاء قوله {أوَلمَ تؤمِن} على أنّ المراد به بقربك مني وبتفضيلك لديّ فيكون التقدير لو ثبت حمل الآية على هذا المعنى نحن أولى أن نختبر حالنا عند الله تعالى من إبراهيم على جهة الإشفاق منه - صلى الله عليه وسلم - والتواضع لله سبحانه. وإن قلنا بما يقتضيه أصل المحققين وأن المراد أن ينتقل من اعتقاد إلى اعتقاد أخر هو أبعد من طريان الشكّ وَنَزغات الشَّيَاطِين لانّا نساوي بين العلوم الضرورية والعلوم (٣٤) النظرية ونمنع التفاضل بينهما في نفس التعلّق وإنما يصرف التفاضل إلى أنّ الشكّ لا يطرأ على الضروريّ في العادة، والنظري فقد يطرأ عليه فيكون إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - سأل زيادة في الطمأنينة وسكون النفس حتى تنتفِيَ الشّكوك أصلا أو


(٣٢) ما بين المعقفين ساقط من (ب).
(٣٣) لم يَقصد التلاوة لقوله تعالى وإذ قال إبراهيم ... (٢٦٠) البقرة.
(٣٤) العلوم ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>