للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لها بصورة رجلٍ يسَمَّى تقيًّا وَلَهِذَا {قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} (٤٧) وقد تَمثَل جِبِريل عَليه السلام بصورة دِحيَة. وقال أصحاب هذه الطريقة: إن هذه الصوّر قَد يمون تخيّلا فَيَكون موسَى عليه السّلام فَقَأ عَينًا متَخَيَّلَةً (٤٨) لا عينًا حَقِيقَةً، وهذا الجواب عندي قد لا يقنِعهم وقد يقولون: إن علم أنّه مَلَك وأنّ ذَلِك تَخَيّل (٤٩) فكيف يَصكّه ويقابله (بهذه المقابلة) (٥٠) وهذا لا يليق بالنّبي.

وقال آخرون من أصحابنا: الحديث فيه تجوّز وإذا حمل عليه اندفع طعن الملحدة ومحمله عندنا على أنّ موسى عليه السّلام حاجَّه وَأوضَحَ الحجّة لَديه وقد يقال في مثل هذا: فَقَأ فلان عَين فلان إذا غَلَبَه بالحجة. ويَقال: عوّرت هذا الأمر بِمعنى أدخلت نَقصًا فيه فإذا صرِف ذلك إلى غلبة موسى عليه السلام بالحجة سَقَط الاعتراض. وهذا أيضا قد يبعد عن ظاهر هذا اللّفظ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فَرَدَّ الله إليه عينَه". وإن قالوا: (٥١) معناه ردّ الله إليه حجّته كان بعيدا عن مقتضى سياق اللّفظ.

وجواب ثالث مال إليه بعض أيمتنا من المتكلّمين وهو أمثل ما قالوه فيه وهو أنّه لا يبعد أن يكون موسى صلىّ الله على نبينا وعليه وسلّم أذِنَ الله لَه في هذه اللّطمة محنة للملطوم وهو سبحانه يَتَعَبَّد خَلقَه بما شاء ولا


(٤٧) ١٨) مريم.
(٤٨) في (ب) مخيلة، وكذلك في (ج).
(٤٩) في (ب) تخييل.
(٥٠) ما بين القوسين ساقط من (ج) وجاء عوض يقابله يقاتِله.
(٥١) في (ب) وإن قال ومعناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>