للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(قال الشيخ -وفّقه الله-: الباري سبحانه لَا يسمَّى إلاّ بِماَ سمى به نفسَه أو سَماَّه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - أو اجتَمَعَت الأمَّة عَلَيه) (٢٦). قال الشيخ أبو الحسن الأشعري أو على معناه (وما لم يرد فِيه إذن في إطلاقه ولا وَرَدَ فيه مَنع ولمَ يستِحل وصف الباري تعالى به ففيه اختلاف هل يبقى على حكم العقل لا يوصف بتحليل ولا) (٢٧) تحريم أو يمنع لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} (٢٨) فأثبت كونَ أسمائه الحسنى وَلَا حَسَن إلاّ ما ورد الشرع به، وبين المتأخّرين من الأصوليّين اختلاف أيضا في تسمية الباري سبحانه بما ورد عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - مِن جهة أخبار الآحاد. فقال بعض المتأخّرين من حذَّاق الأشعرية: يجوز أن يسمّى بذلك لأن خبر الواحد عنده يقتضي العملَ به. وهذا عنده من باب العَملِيّات لكنه يمنع من استعمال الأقيسة الشرعية فيه، وإن كانت يعمَل بها في المسائل الفقهية، ومال بعض المتأخّرين منهم إلى المنع من ذلك ولم يَر خبَر الواحد (عَنِ الواحد يجيز إطلاق التّسمية عَلىَ الله سبحانه والأصل في قبول خبر الواحد) (٢٩) والعَمَلِ بِه إجَماع الصحابة -رضي الله عنهم- وما فهم عنهم من المسائل المنقولة عنهم استعمال خبر الواحدِ فيها فكان من أجاز قَبول خبر الواحد في تَسمية الله سبحانه فَهِم من مسالك الصّحابة قبولهم ذلك في مثل هذا، ومن منع منه لمَ يفهم من مسالكهم قبول مثل هذا ولا ثبت الإجماع عنده على قبوله فلحق بما لم يقم عليه دَليل، فقوله في هذا الحديث "إن الله رفيق" إن لم يرد في الشريعة بإطلاقه سوى هذا جَرَى على ما


(٢٦) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٢٧) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٢٨) ١٨٠) الأعراف.
(٢٩) ما بين القوسين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>