للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يعمَل النَّاس اليَومَ ويكدَحون فِيه أشيء قُضِيَ عَلَيهِم ومَضَى فِيهم مِن قَدَرٍ سَبَقَ أو فِيماَ يَستَقبِلونَ به مِماَّ أتَاهم بِهِ نَبِيّهم - صلى الله عليه وسلم - وثَبَتَتِ الحجّة عَلَيهِم؟

فقال: لَا بَل شيء قضي عليهم وَمَضَى فِيهم وَتَصدِيق ذلك في كتاب الله عزّ وجلّ {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (٧) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} (٥) (ص ٢٠٤١).

هذا أيضا مطابق لقول الأشعَرِيَّة أهل السنة في أن كل شيء بقضاء الله وقدره وأنّ المعاصي قضاها الله وَقَدَّرَهَا ألا ترى قولَ السَّائل أرَأيت ما يعمله الناس اليوم ويكدحون فيه؟ ولم يفرق بين خير وَشَرٍّ ولا طاعةٍ ولا مَعصِيَةٍ وكذلك جوابه - صلى الله عليه وسلم - لمَ يفرق فيه بل قال: بل شيء قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم، وتلا كتاب الله مصدّقا لما قال ومسويا بين الفجور والتقوى بقوله {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} فأخبر سبحانه وتعالى عن النفس وما فعل فيها، وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - في كتاب مسلم: "كلّ شيء بِقَدَرٍ حتى العَجزَ وَالكَيْسَ" مطابِق أيضا لقول الأشعَرِيَّةِ في هذا، وكذلك قوله: "جاء قوم مشركون يخاصمون النبيء - صلى الله عليه وسلم - في القَدَر فنزل {يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ} إلى قَوله عَزَّ وَجَلَّ {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٦) وَهَكَذا الأحَادِيث كلّهَا مطابقة لِقولِ أهلِ الَحقِّ، وإنّما سمِّيتِ الأشعرية أهلَ السنة لاتباعهم السنة هكذا وَموافقتهم لها. والمعتزلة تتجاسر على ردّها وتصغي إلى شبهة تقع في عقولها فيَهون عليها


(٥) ٧ - ٨) الشمس.
(٦) ٤٨ - ٤٩) القمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>