للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما قوله: "الله أعلم بما كانوا عَامِلِين". وقوله، مثل هذا لما سئِل عن أولاد المشركين وقوله لعائشة لما قالت: عصفور من عصافير الجنة: "إنّ الله خَلَقَ لِلجَنَّة أهلاً" (الحديث).

فقد قدمنا الكلام في أولاد المؤمنين وذكرنا أن الإجماعَ على أن الصغار من أولاد النّبِيئِين في الجنة وذَكرنا أن جمهور العلماء على أن أطفَال المؤمِنِين في الجَنَّة أيضا، وأن بعض العلماء وقف فيهم. وحديث عائشة -رضي الله عنها- هذا وقوله عليه السلام أو غير ذلك "إن الله خلق للجنة أهلا" (الحديث) مما يقدح عنده في القطع كما قطع جمهور العلماء إذا كان الصبي المذكور في الحديث من أولاد المؤمنين وأما أولاد الكافرين فاضطرب العلماء فيهم والأحاديث وردت ظواهرها مختلفة. فمنها قوله ها هنا "الله أعلم بما كانوا عاملين" ومنها "هم من آبائهم" ومنها "لو شِئتِ أسمَعتكِ تَضَاغيَهم (٢٤) في النار" الحديث كما وقع.

ومنها "أنّه تؤجج لهم نار فيقال لهم: اقتحموها" (الحديث أيضا) واختلاف هذه الظواهر سبب اضطراب العلماء (٢٥) في ذلك والقطع ها هنا يَبعد وقد حاول بعض الناس بناءَ هذه الأحاديث فجعل الأصل فيها حديث "تؤجج لهم نار ويقال لهم اقتحِموها" فيكون من عصى ولم يقتحمها هو المراد بقوله "أسمعتكِ تَضَاغِيَهم في النار" وبقوله "هم من آبائهم" ويكون قوله "الله أعلم بما كانوا عاملين" يشير به إلى عملهم هذا من الاقتحام والإحجام.


(٢٤) في (ج) تضاغتهم، وكذلك فيما يأتي.
(٢٥) في (أ) سببه اختلاف العلماء وجاء على لفظ اختلاف اشارة إلى تصحيح لكنه طمس، ولعله اضطراب العلماء.

<<  <  ج: ص:  >  >>