للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للجَنَّةِ أهلاً خلقهم لها (٢٠) وهم في أصلاب آبائهم (وخلق للنّار أهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم") (٢١) (ص ٢٠٤٧ - ٢٠٥٠).

قال الشيخ: ذهب بعض الناس إلى أن المراد بالفطرة المذكورة في الحديث ما أخذ عليهم وهم في أصلاب آبائهم وأن الولادة تقع عليها حتى يقع التغيُّر بالأبوين.

وذهب بعض الناس إلى أن الفِطرة هي ما قُضي عليه من سعادة أو شقاوة يصير إليها. وهذا التأويل إنما يليق بما في بعض الطرق وهو قوله " (على الفطرة مطلقا". وأما ما وقع في بعض الطرق وهو قوله: "على) (٢٢) هذه الفطرة" وقوله في أخرى: "إلاّ وهو على هذه الملة فإن هذه الإشارة إلى فطرة معينة وملة معينة تمنع هذا التأويل. وقد يتعلق هؤلاء بقوله: "إن الغلام الذي قتله الخضر طبع كافرا". وظاهر هذا يمنع من كون كل مولود يولد على هذه الفطرة. وقد ينفصل الآخرون عنه بأن المراد به حالة ثانية طرأت عليه من التهيّؤِ للكفر وقبولهِ عَلَيه، (وَقَبولُه عَلَيه) (٢٣) غير الفِطرة التي ولد عليها.

وقال آخرون: يحتمل أن يريد بالفطرة ما هيّء لَه وكان مناسبا لما وضع في العقول، وفطرة الإسلام صَوَابها كالموضوع في العقل وإنما يدفع العقلَ عن إدراكِه آفة وتَغيِير من قِبل الأبَوَين وغيِرهما.


(٢٠) خلقهم ساقط من (ج)، وكذا فيما يأتي.
(٢١) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٢٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٢٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>