للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وطس وشبهِهِماَ، ومنهم من قال: هو ما تَسَاوى لفظه واختلف معناه وَغَمُضَ إدراك اختلاف معانيه مثل قوله عزّ وجلّ {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} (٣٠) {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى} (٣١) فحقيقة اختلاف الإضلالين يَعسر دَركه من ناحية اللّفظ وإنما يدرك بالعقول افتراق هذه المعاني وما يصحّ منها وما لا يصحّ (ويلحق بهذا أي الوعيد والغفران للعاصي أو تعذيبه فقد وقع في القرآن في ذلك ظواهر تتعارض) (٣٢) وتفتقر إلى نظر طويل وكذلك ما ينخرط في هذا السلك مما يقع في القرآن من هذا المعنى وقيل غير ذلك مما يكثر تَتَبّعه. واختلف الناس في الراسخين في العلم هل يعلمون تأويل هذا المتشابه وتكون الواو في قوله عزّ وجلّ {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} عاطفةً على اسم الله سبحانه أو لا يعلمونه وتكون الواو لافتتاح جملة ثانية واستينافها ويكون قوله {يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ} (خبرا لهذا المبتدإ ويكون على مذهب الأوَّلينِ في موضع نَصب على الحال تقديره: والراسخون في العلم قائلين آمنَّا به) (٣٣) والوجهان جميعا مِماَّ يحتملهما الكلَام وإنما يعتضد كل تأويل بترجيح لَا يبلغ القطع ويكاد أن يكون عِلم الراسخين في العلم بالمتشابه من المتشابه، وتحذيره - صلى الله عليه وسلم - من الذين يتَّبعون ما تشابه منه لما نَبَّه الله عزّ وجلّ عليه وهو قوله {ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} ومعلوم أن هذا كثير مما يوقع في الفتن ويوقع في فساد الاعتقاد وهذا مِماّ يجب أن يحذر.


(٣٠) -٢٣ - الجاثية.
(٣١) -٧٩ - طه.
(٣٢) ما بين القوسين ساقط من (ج).
(٣٣) ما بين القوسين ساقط من (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>