قال أبو عبيد: الأرزَة بفتح الألَفِ وتسكين الراء شجر معروف بالشام ويسمى بِالعِرَاق الصَّنَوبَرَ، وإنَّما الصَّنَوبَر ثمر الأرزِ فسمي الشَّجر صنوبرًا من أجل ثَمَرته والمجذية الثابتة في الأرض يقال جذت تجذي (وأجذت تجذي)(٩) والانجِعَاف الانقِلَاع. يقال: جَعَفتُ الرَّجل إذا صَرَعتَه قَال أبو عبيد: شَبّه المؤمن بالخامة التي تميلها الرياح لأنه مُرَزَّأٌ في نفسه وَأهله وماله. وأمَّا الكافر فمثل الأرزة التي لا تميلها الرِّياح والكافر لا يرزَأ شَيئا حتى يَموت وان رزىء لمَ يؤجَر عليه فشبه موته بانجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه جمّةً.
١٢٥٥ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله لأَهْوَنِ أهلِ النَّارِ عَذَابًا لو كانت لَكَ الدّنيَا ومَا فِيهَا أكنتَ مفتَديًا بها؟ فيقَول: نَعَم، فَيَقول: قَد أرَدت مِنكَ مَا هو أهوَن مِن هَذَا وأنتَ فيِ صُلبِ آدَمَ أن لَا تشرك (أحسِبه قَالَ) وَلَا أدخِلَكَ النَّارَ فَأبَيتَ إلاّ الشركَ"(ص ٢١٦٠).
قال الشيخ -أيّده الله- مذهب أهل الحق أن الله سبحانه أرادَ إيمان المؤمن وكفر الكَافرِ ولم يرد من الكافرِ الإيمان فامتنعَ عليه ولو أراده عندنا لم يكن كافرا، والمعتزلة تخالف في هذا الموضع وترى أن الله سبحانه أراد من الجَمِيع الإيمان فاستحبّ الكافر العَمَى على الهدى وأبَى إلَاّ الشرك اغتَرارا منها بِرَدّ الغائب إلى الشاهد من غير جامع ولا رابط، وقد ثبت في الشّاهد أن مريد السَّفه والشّرِّ مِنَّا سفيه شرّير. قالوا: فلما كان الكفر