للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قديما وحديثا الكلام عليه والنظر في تأويله) (٢) فمنهم من حمل القَدَم على السابق المتقدم. ويقال: للمتقدم (٣) قَدَم فيكون تقدير الكلام حتى يضع الجبار فيها من قدم لها من أهل العذاب وهذا كقوله تعالى {أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٤) معناه التقدم والسبق لا قدم الرِّجل فَإذا وقع مثل ذلك في القرآن حملنا ما وقع في السنّة عليه، وإلى هذا التأويل مال النَّضر ابن شمَيل. وقد أشار ابن الأعرابي إلى أن القدم يعبر به عن هذا المعنى ولكن في الشرف والجلالة ويحتمل أن يكون المراد ها هنا بالحديث قدمَ بعض خلقه وتكون الإضافة ها هنا إلى الله سبحانه إضافة فِعلٍ لَا إضَافَة جَارِحَةٍ. وقد قال بعضهم: يحتمل أن يريد أن الله سبحانه يخلق في الآخرة خلقا يسمّى بهذه التسمية فلا تمتلىء النار إلا به.

ويحتمل وجها آخر على رواية من رواه (٥) حتى يضع الجبّار أن يريد به الشيطان لأنه أصل الجَبّارين أو يريد به أحد الكفرة من الجبابرة فيكون المعنى لا تمتلىء حتى يضع إبليس فيها قدمه، أو هَذَا المشَار إلَيه. وأما مَا خَرّجه مسلم في بعض طرقه حتى يضع الله رجله فَقد أنكر هذه اللفظة بعض أهل العلم. وزعم ابن فُورَك أنها غير ثابتة عند أهل النقل ولكن لابد من تأويلها لأجل تخريج مسلم لها وهو كما وصفناه في كتابنا هذا أولا ووصفنا أحاديثه فيصح أن يكون المراد ها هنا رجل بعض خليقته. وأضاف ذلك إليه عزّ وجلّ إضافة فعل لَا إضافة جارحةٍ كما قدمناه في


(٢) ما بين القوسين ساقط من (ب).
(٣) في (ج) للسابق.
(٤) ٢) يونس.
(٥) في (ب) و (ج) من روى.

<<  <  ج: ص:  >  >>