للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ما وقع في هذه الأحاديث وأمثالها على أن ذلك فيمن لم يوطن نفسه على المعصية وإنَّما مرَّ ذلك بفكره من غير استقرار ويسمى مثل هذا الهَمَّ، ويفرق بين الهم والعزم فيكون معنى قوله في الحديث: "إنَّ مَن هَمَّ لم يكتب عليه" على هذا القسم الذي هو خاطر غير مستقر. وخالفه كثير من الفقهاء والمحدثين أخذًا بظاهر الأحاديث. ويُحتج (٢٠٠) للقاضي بقول النبيء - صلى الله عليه وسلم -: "إذَا الْتَقَى المُسْلِمَانِ بِسَيْفِيهِمَا" الحديثَ (٢٠١) وقال فيه: "لأنه كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ" فقد جعله مَأثوما (٢٠٢) بالحرص على القتل وهذا قوله قد (٢٠٣) يتأولونه على خلاف هذا التأويل فيقولون: قد قال: "إذَا التقى المسلمان بِسَيْفّيهِمَا"، فالإِثم إنما يتعلق بالفعل والمقابلة وهو الذي وقع عليه اسم الحرص هاهنا. ويتعلق بالكلام في الهم ما في قصة يوسف عليه السلام وهو قوله تعالى: {وَهَمَّ بِهَا} (٢٠٤) أمَّا على طريقة الفقهاء فذلك مغفور له غير مأخوذ به (٢٠٥) إذا كان شرعه كشرعنا في ذلك، وأما على طريقة القاضي فيحمل ذلك على الهَمّ الذي ليس بتوطن (٢٠٦) للنفس ولو حمل على غيره لأمكن أن يقال: هي صغيرة، والصغائر تجوز على الأنبياء على أحد القولين. وقد قيل في تأويل الآية غير ذلك مما يتسع بسطه ولا يحتاج إلى ذكره هاهنا.


(٢٠٠) وفي (أ) "ويُحتج للقاضي بشكل الياء من قوله يحتج (بالضم) ".
(٢٠١) في (ب) قوله "الحديث" ساقط، وكذا من قوله "وقال فيه لأنه كان" إلى قوله "إذا التقى المسلمان بسيفيهما" ساقط فيها.
والحديث هذا أخرجه مسلم في "باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما" الحديث (١٥) ص (٢٢١٤).
(٢٠٢) في (أ) تكرر قوله فقد جعله مأثوما.
(٢٠٣) في (أ) "قد" من تصحيح الهامش.
(٢٠٤) (٢٤) يوسف.
(٢٠٥) في (ب) "غير مآخذ".
(٢٠٦) في (ب) "بتوطين للنفس".

<<  <  ج: ص:  >  >>