للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوحيد (٧٩)، ولها حرمة لكون المصلي متقرباً بتوجهه إليها إلى الله سبحانه، فَجَرَى ما وقع في الحديث إشارة إلى هذا المعنى. وقد اختلفت ألفاظ الأحاديث الواردة في هذا المعنى. ففي بعضها: نخامة، وفي بعضها: بصاقاً، وفي بعضها: مخاطاً، واختلاف هذه التسمية باختلاف مخارج تلك الأشياء فالمخاط من الأنف، والبزاق (٨٠) من الفم، والنُخَامة من الصدر. يقال منها: تنخّم الرجل وكذلك تنخّع وهي النخاعة والنخامة.

٢٣٨ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "التَّفْلُ فِي المسجِدِ خَطِيئَةٌ" (ص ٣٩٠).

قال الشيخ -وفقه الله-: قال ابن مكي في تثقيف اللسان: قول النبيء - صلى الله عليه وسلم -: "وَإذَا رَأى أحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَتْفُلْ عَن يَسَارِهِ ثَلَاثًا" وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "التفل في المسجد خطيئة".

هذا مما يغلط فيه الناس فيجعلونه بالثاء ويَضُمُّون الفعل المستقبل منه يقولون ثفل [الرجل] (٨١) يثفُل إذا بصق، والصواب: تفل (بالتاء) ويتفِل في المستقبل (بالكسر) لا غير. فأما النفث (فبالثاء المثلثة) وهو كالتفل إلا أن النفث نفخ لا بصاق معه، والتفل لا بد أن يكون معه شيء من الريق. هذا قول أبي عبيد في حديث النبيء - صلى الله عليه وسلم - "أن روح القدس نفث في روعي" الحديث.

قال الشيخ: قال ابن السكيت في باب فَعْل وفَعَلٍ باختلاف المعنى: التفْل من تفل إذا بصق والتَّفَل ترك الطيب.

٢٣٩ - (٨٢) - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "اذْهَبُوا بِهَذِهِ الخَمِيصَةِ إلَى أبِي جهْم وائتُونِي بِأنْبِجَانيّة فِإنَّهَا ألْهَتْنِي آنِفًا فِي الصَّلاةِ" (ص ٣٩١).


(٧٩) في (ج) زيادة نصها: "وأجزأ اسم الوجه لمّا كانت مقصد الموحدين".
(٨٠) في (ب) و (ج) و (د) "البصاق" بالصاد.
(٨١) ما بين المعقفين ساقط من (أ).
(٨٢) بهامش (أ) "الثوب به أعلام".

<<  <  ج: ص:  >  >>