يحتمل أن يريد بالأجرين الأجر الذي يحصل له في قراءة حروف القرآن، وأجر المشقة التي تناله في القراءة.
٣١٠ - وقوله - صلى الله عليه وسلم -: لأبَيّ بن كعب: "أمَرَنِي الله أنْ أقْرَأ عَلَيْكَ {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا} "(٢٠٠)(ص٥٥٠).
قال الشيخ -وفقه الله-: قيل: إنما قرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليأخذ أبيّ عنه عليه السلام، فإن كان أبَيّ لم يكن حافظاً لما قرأ عليه تعلم ذلك منه، وإن كان حافظاً له تعلم طريق القراءة وترتيبها، لأن القاري يصح منه أن يقرأ بالتطريب وبغير ذلك، فتؤخذ أيضاً عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - رتبة القراءة ليعلم القاري على أيّ صفة يقرأ القرآن.
٣١١ - ذكر في الحديث:"أنَّ عَبّدَ الله بنَ مسعودٍ لَمَّا شَمَّ رَائِحَةَ الخَمْرِ عَلَى الَّذِي أنْكَرَ عَلَيْهِ قِرَاءَةَ سُورَةَ يُوسف حَدَّهُ"(ص ٥٥١).
وهذا حجة على أبي حنيفة الذي لا يوجب الحد بالرائحة.
٣١٢ - قوله - صلى الله عليه وسلم - في البقرة وآلِ عمران:"إنَّهُمَا يَأتِيَانِ يَوْمَ القِيَامَةِ كَأنَّهُمَا غَمَامَتَانِ وكَأنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أوْ كأنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْر صَوافَّ"(ص ٥٥٣).
قال الشيخ -وفقه الله-: قال بعض أهل العلم: يكون هذا الذي يؤتى به يوم القيامة جزاء عن قراءتهما، فأجرى اسمهما على ما كان من سببهما كعادة العرب في الاستعارة.
قال أبو عبيد: الغَياية كل شيء يظل الإِنسان فوق رأسه مثل السحابة والغبرة. يقال: غايا القوم فوق رأس فلان بالسيف كأنهم أظلوا به. قال غيره: والفرقان القطعان.