٣١٣ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَرَأ هَاتَيْنِ الآيَتَيْن مِنْ آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ فِي لَيْلَة كَفَتَاهُ"(ص ٥٥٤ - ٥٥٥).
يحتمل أن يريد: كفتاه من قيام الليل أو من أذى الشياطين.
قال الشيخ: خرّج مسلم في باب فضائل القرآن حديث: "الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وعبد الرحمن بن يزيد عن أبي مسعود الأنصاري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَنْ قَرَأ بِالآيَتَيْن" الحديث (ص ٥٥٥). قال بعضهم: سقط من نسخة أبى العلاء ذكر إبراهيم بن الأعمش وعلقمة. والصواب إثباته. وبه يتصل الإِسناد، وكذلك خرجه البخاري والنسائي.
٣١٤ - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قُلْ هُوَ الله أحَدٌ تَعْدِلُ ثُلَثَ القُرْآنِ" وفي حديث آخر: "أنَّ الله جَزَّأ القُرْآنَ ثَلَاثَةَ أجْزَاءٍ فَجَعَلَ قُلْ هُوَ الله أحَدٌ جزْءًا مِنْ أجْزَاءِ القُرْآنِ" (ص ٥٥٦ - ٥٥٧).
قال الشيخ -وفقه الله-: قيل معنى ذلك أن القرآن على ثلاثة أنحاء قصص وأحكام وأوصاف لله جلّت قدرته، وقل هو الله أحد تشتمل على ذكر الصفات فكانت ثلثا من هذه الجهة. وربما أسعد هذا التأويل ظاهر الحديث الذي ذكر فيه "أن الله تعالى جزّأ القرآن". وقيل: معنى ثلث القرآن لشخص بعينه قصده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: معناه ان الله يتفضل بتضعيف الثواب لقارئها، ويكون منتهى التضعيف إلى مقدار ثلث ما يستحق من الأجر على قراءة القرآن من غير تضعيف أجر. وفي بعض روايات هذا الحديث: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حَشَدَ النَّاسَ وَقَالَ سَأقْرَأ علَيْكُمْ ثُلُثَ القُرْآن فَقَرَأ قُلْ هُوَ الله أحَدٌ". وهذه الرواية تقدح في تأويل من جعل ذلك لشخص بعينهِ.
٣١٥ - قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الذي قيل له: "إنَّهُ يَقْرَأ فِي كُلِّ صَلَاة بِقُلْ هُوَ الله أحَدٌ، لَمَّا قَالَ: إنِّي أحِبُّهَا، قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: إنَّ الله يُحِبُّهُ" (ص ٥٥٧).