للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أيضًا. قال الهروي: قال بعضهم: أصله من الحلاوة شبيه (٣٨) بالشيء الحلو. يقال: حلوتُه إذا أطعمتُه الحُلْو كما يقال: عسلتُه إذا أطعمتَه العسل. قال أبو عبيد: الحُلوان أيضًا في غير هذا: أن يأخذ الرجل من مهر ابنتِهِ لنفسه وهو عَيْبٌ عند العرب قالت امرأة تمدح زوجها: [الرجز]

لَا يَأْخُذُ الحُلْوَانَ مِنْ بَنَاتنا (٣٩)

قال الشيخ: وأمَّا قوله: "كسب الحَجَّام خبيث".

فمحمله عندنا على أن المراد به التنزُّه عن كسبه لأنها من الصنائع الذميمة المستقذرة، والشرع يحض على مكارم الأخلاق والتنزُّه عن الدناءه. والدليل على ذلك قول ابن عباس في كتاب مسلم: "حجمَ النبيء - صلى الله عليه وسلم - عَبْدٌ لبني بياضة فأعطاه النبيء - صلى الله عليه وسلم - أجره وكلَّم سيده فخفَّف عنه من ضريبته" ولو كان سُحتا لَمْ يعطه. وقد ذهب بعض الناس إلى منع ذلك في الأحرار. واستعمل الحديث فيمن وقع على صفة ما وقع عليه، وأظنهم يجيزونه في العبد ليعلّف به نواضحه ورقيقه. وفي الترمذي أنه - صلى الله عليه وسلم - استؤذن في إجارة الحجَّام فنهى الذي استأذنه عنها فلم يزل يستأذنه ويسأله عنها (٤٠) حتى قال: "أعلفه (٤١) نواضحك ورقيقك".

وأمَّا قوله في السِّنَّوْر: "زجَرَ عن ذلك".

فقال بعضهم: لعله على جهة الندب لإعارته لأنه إذا كان له ثمن شح


(٣٨) في (ب) "شبه".
(٣٩) في (ب) "في بناتيا".
(٤٠) سقط من (ب) "ويسأله عنها".
(٤١) في (أ) و (ب) "أعلفْ".

<<  <  ج: ص:  >  >>