للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما مهر البغي (٣١) فهو ما يعطى على النكاح المحرم، وإذا كان محرّما ولم يستبح بعقد صارت المعاوضة عليه لا تحل لأن ما حرم الانتفاع به فكأنه لا منفعة فيه أصلاً.

وكذلك حُلْوان الكاهن لأنه يقول ما لا ينتفع به ويعان بما يعطاه على ما لا يحل، وقد قال بعض الناس: الكاهن (٣٢) الذي يُخبر بالغيب المستقبل؛ والعراف هو الذي يخبر بما أخفى وقد حصل في الوجود.

والبغي (٣٣) الفاجرة، وأصل بغي بَغُوي على وزن فعول بمعنى فاعلة (٣٤) وهو صفة لمؤنث فلذلك جاءت بغير تَاء كما تجيء إذا كانت بمعنى مفعول نحو رَكُوب وحلوب. ولا يجوز أن يكون بغي ها هنا فعيلاً ولو كان كذلك للزمته التاء كامرأة حليمة وكريمة. وكذلك حكم فعيل إذا كان لمؤنث وهو بمعنى فاعل.

والبغاء بكسر الباء ممدود الزنى والفجور من قول الله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} (٣٥). يقال: بغتِ المرأة تبغى بِغَاء بكسر الباء. وامْرَأةٌ بَغِيُّ، ومنه قوله تعالى: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} (٣٦) وَجَمعُ بَغِيِّ بَغَايَا.

وأمَّا حُلْوَان الكَاهِنِ فهو ما يعطاه الكاهن (٣٧) ويجعل له على كهانته، يقال منه: حَلَوْتُ الرجل حُلْوانا، إذا حبوتُه بشيءٍ، والحُلوان: الرشوة


(٣١) في (ج) "نهي البغي".
(٣٢) "الكاهن" ساقط من (ب).
(٣٣) في (أ) و (ب) "البغي".
(٣٤) في (ج) "وفعول بمعنى فاعلة".
(٣٥) (٣٣) النور.
(٣٦) (٢٠) مريم.
(٣٧) "الكاهن" ساقط من (أ) و (ج).

<<  <  ج: ص:  >  >>