للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: "سَمَرَ أعْيُنَهُمْ".

يروى "سمر" بالراء، وسمل باللام، فمعنى سمرها كحلها بمسامير محماة (٥٣)، ومعنى سملها فقأها بشَوْكٍ أو غيره. قال أبو ذؤيب: [الكامل]

وَالْعَيْنُ بَعْدَهُمُ كَأنَّ حِدَاقَهَا ... سُمِلَتْ بشَوْكٍ فَهْيَ عُور تَدْمَعُ

واللِّقَاحُ المذكورة في الحديث جمع لَقْحة وهي الناقة ذات الدَّرِّ.

٧٤٥ - وقوله: "وَلَمْ يَحْسِمْهُمْ" (ص ١٢٩٨).

قال أهل اللغة: الحَسْم كَيّ العرق بالنار لينقطع الدَّم. ومنه الحديث: "أتي بِسَارِقم فقال: اقْطَعُوهُ ثُمَّ احسموه"، أي اقطعوا عنه الدم بالكي.

قال الشيخ -وفقه الله-: وقوله "وقد وقع بالمدينة المُوم" (٥٤)، وهو البرسام، ووقع في حواشي بعض النسخ (٥٥) من كتاب مسلم: الحُمَّى. ورأيت لبعض الأطباء أن أصل هذه التسمية في لغة اليونانيين أن السام اسم للوَرم والبرْ اسْمٌ للصدر والشّرُ (٥٦) اسم للرأس وشأنهم أبدا في الإِضافة عكس ما عند العرب من أنهم يقدمون المضاف إليه، فيكون مثال كلامهم أن يقولوا: زيد ثوب، يريدون: ثوب زيد، فكأنهم يقولون: إذا كان الورم في الرأس (رأس ورم، وإذا كان في الصدر قالوا: صَدرُ وَرَمٍ فتكون صيغة النطق لما في الرأس الشرسام) (٥٧)، ولما في الصدر البرسام. وقلّ من


(٥٣) في (ب) و (ج) و (د) "محمية".
(٥٤) في (ب) "بالحديبية اليوم".
(٥٥) في (ب) "في حواشي بعض الشيوخ".
(٥٦) في (ب) و (ج) و (د) "والسرّ" بالسين.
(٥٧) في (ب) و (ج) و (د) "السرسام" بالسين، وما بين القوسين ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>