ابْن سعد فِي الطَّبَقَات، وَقَالَ بعض تلامذه الْمبرد: " كَانَ الرجل فِيمَا مضى إِذا بلغ أَرْبَعِينَ سنة قيل لَهُ خُذ حذرك من الله، " وينشدون:
(إِذا مَا الْمَرْء قصر حِين مرت ... عَلَيْهِ الْأَرْبَعُونَ عَن الرِّجَال)
(وَلم يلْحق بصالحهم فَدَعْهُ ... فَلَيْسَ بلاحق إِحْدَى اللَّيَالِي)
(٦٩) [حَدِيثٌ] " مَا مِنْ مُعَمِّرٍ يُعَمَّرُ فِي الإِسْلامِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِلا صَرَفَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ أَنْوَاعًا مِنَ الْبَلاءِ: الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ، فَإِذَا بَلَغَ خَمْسِينَ لَيَّنَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْحِسَابَ فَإِذَا بَلَغَ سِتِّينَ رَزَقَهُ اللُّه الإِنَابَةَ إِلَيْهِ بِمَا يُحِبُّ، فَإِذَا بَلَغَ سَبْعِينَ أَحَبَّهُ اللَّهُ وَأَحَبَّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، فَإِذَا بَلَغَ ثَمَانِينَ قَبِلَ اللَّهُ حَسَنَاتِهِ وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِهِ، فَإِذَا بَلَغَ تِسْعِينَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، وَسُمِّيَ أَسِيرَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشَفَعَ لأَهْلِ بَيْتِهِ، " (الإِمَام أَحْمد) فِي مُسْنده من حَدِيث أنس، وَفِيه يُوسُف بن أبي درة، لَا يحْتَج بِهِ، وَعَن أنس مَوْقُوفا وَفِيه الْفرج بن فضَالة عَن مُحَمَّد بن عَامر عَن مُحَمَّد بن عبيد الله الْعَرْزَمِي. (أَحْمد بن منيع) من حَدِيث أنس أَيْضا وَفِيه عباد بن عباد المهلبي، كَانَ يَأْتِي بِالْمَنَاكِيرِ فَاسْتحقَّ التّرْك. (الْبَغَوِيّ) من حَدِيث عُثْمَان بن عَفَّان، وَفِيه عزْرَة بن قيس الأودي ضَعِيف عَن أبي الْحسن الْكُوفِي مَجْهُول، وَرَوَاهُ عَائِذ بن بشير عَن عَطاء عَن عَائِشَة مَرْفُوعا، وعائذ ضَعِيف فَلَا يَصح هَذَا الْخَبَر مَرْفُوعا وَلَا مَوْقُوفا. (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر فِي القَوْل المسدد فَقَالَ: لَيْسَ هَذَا الحَدِيث مَوْضُوعا فَإِن لَهُ طرقا عَن أنس وَغَيره يتَعَذَّر مَعَ مجموعها الحكم على الْمَتْن بِأَنَّهُ مَوْضُوع، وَأطَال الْكَلَام فِي ذَلِك، فَمن أَرَادَهُ فليراجعه، وَكَذَلِكَ أَطَالَ الْكَلَام عَلَيْهِ أَيْضا فِي كِتَابه " الْخِصَال المكفرة للذنوب الْمُتَقَدّمَة والمتأخرة " بِذكر طرقه وَبَيَان أَحْوَال رجالها.
(٧٠) [حَدِيثُ] عَائِشَة. " كَانَ رَسُول الله يُكْثِرُ هَذَا الدُّعَاءَ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ عِنْدَ كِبَرِ سِنِّي وَانْقِطَاعِ عُمْرِي ". (عد) وَلَا يَصح، فِيهِ أَحْمد بن بشير وَعِيسَى بن مَيْمُون مَتْرُوكَانِ. (تعقب) بِأَن أَحْمد بن بشير من رجال الصَّحِيح كَمَا مر، ثمَّ إِنَّه تَابعه سعيد بن سُلَيْمَان عَن عِيسَى بن مَيْمُون بِهِ، أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ إِسْنَاده حسن والمتن غَرِيب. (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك بِأَن عِيسَى مُتَّهم وَالله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute