مُسلم، قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ والوليد يُدَلس التَّسْوِيَة، وَلَا أتهم بِهِ إِلَّا النقاش شيخ الدَّارَقُطْنِيّ (تعقبه) الْحَافِظ ابْن حجر، فَقَالَ هَذَا الْكَلَام تهافت، والنقاش بَرِيء من عهدته، فَإِن التِّرْمِذِيّ أخرجه فِي جَامعه من وَجه آخر عَن الْوَلِيد بن مُسلم وَحسنه، وَأخرجه أَيْضا الْحَاكِم وَصَححهُ على شَرط الشَّيْخَيْنِ (قلت) تعقبه الذَّهَبِيّ فِي تَلْخِيص الْمُسْتَدْرك فَقَالَ: هَذَا مُنكر شَاذ أَخَاف أَن يكون مَوْضُوعا، وَقد حيرني وَالله جودة سَنَده، فَإِنَّهُ لَيْسَ فِيهِ إِلَّا الْوَلِيد بن مُسلم، وَقد صرح بِالتَّحْدِيثِ، وَقَالَ حَدثنِي ابْن جريح، انْتهى، وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر، على حَاشِيَة مُخْتَصر الموضوعات، لِابْنِ درباس مَا ملخصه، أما قَول الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ هِشَام عَن الْوَلِيد، فَلَيْسَ كَذَلِك بل تَابعه عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي، وَمن طَرِيقه أخرجه التِّرْمِذِيّ، وَسليمَان، وَإِن تكلم فِيهِ فقد أخرج لَهُ البُخَارِيّ قَالَ الذَّهَبِيّ لَو لم يذكرهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء لما ذكرته فَإِنَّهُ ثِقَة مُطلقًا ثمَّ سَاق لَهُ الذَّهَبِيّ هَذَا الحَدِيث وَقَالَ عقبه حَدِيث مُنكر جدا فَلَعَلَّ سُلَيْمَان شبه لَهُ وَأدْخل عَلَيْهِ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم لَو أَن رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لم يفهم انْتهى وَقَالَ فِي اللِّسَان لَعَلَّ الْوَلِيد دلسه على ابْن جريج فقد ذكر ابْن أبي حَاتِم فِي تَرْجَمَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم الْقرشِي أَنه روى عَنهُ الْوَلِيد بن مُسلم وَهِشَام ابْن عمار انْتهى وَقَالَ السخاوي قَالَ الْمُنْذِرِيّ طرق أَسَانِيد هَذَا الحَدِيث جَيِّدَة وَمَتنه غَرِيب جدا وَالْحق أَنه لَيست لَهُ عِلّة إِلَّا أَنه عَن ابْن جريج عَن عَطاء بالعنعنة أَفَادَهُ شَيخنَا يَعْنِي ابْن حجر، وَأَخْبرنِي غير وَاحِد أَنهم جربوا الدُّعَاء بِهِ فوجوده حَقًا انْتهى وَالله أعلم.
(٩٢) [حَدِيثٌ] اثْنَتَا عَشْرَةَ رَكْعَةً تُصَلِّيهِنَّ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ وَتَتَشَهَّدُ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَإِذَا تَشَهَّدْتَ فِي آخِرِ صَلاتِكَ فَأَثْنِ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى وصل على النَّبِي وَاقْرَأْ وَأَنْتَ سَاجِدٌ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ سَبْعَ مَرَّاتٍ، وَقُلْ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أسئلك بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ، ثُمَّ سَلِّمْ يَمِينًا وَشِمَالا، وَلا تُعَلِّمُوهَا السُّفَهَاءَ فَإِنَّهُمْ يَدْعُونَ بِهَا فَيُسْتَجَابُ لَهُمْ (حا) فِي الْمِائَة وَغَيرهَا من حَدِيث ابْن مَسْعُود وَفِيه عمر بن هَارُون الْبَلْخِي (تعقب) بِأَن عمر روى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان كَانَ من أوعية الْعلم على ضعفه وَكَثْرَة مَنَاكِيره وَمَا أَظُنهُ مِمَّن يتَعَمَّد الْبَاطِل انْتهى والْحَدِيث أخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّعْوَات
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute