وصلى الله على محمد وآله, والحمد لله رب العالمين, وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين, وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين, ورضي الله عن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين, وسلم تسليما.
وبعد؛ فإن العلم من أشرف ما يطلب, وأجل ما يستدر به رزق الله ويجلب, وحسبك ما ورد في أهله من التعظيم.
قال الله تعالى في كتابه الكريم:{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}.
والفقه من أهم علوم الديانات, والاشتغال به متنوع إلى فروض الأعيان والكفايات, قال الله -وهو أصدق القائلين-: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين}.
وقال سيد المرسلين:"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
أما كتاب "التنبيه" للشيخ الإمام علم الأعلام جمال الإسلام أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي المعروف بـ"الشيرازي" كتابا زكا أصله, فنما فرعه, واشتهر فضله, فعم نفعه؛ لصلاح سريرة مؤلفه وجميل قصده, وتوفير نيته, وورعه وزهده, استخرت الله تعالى وعلقت عليه شيئا ينتفع به الطلاب, وأرجو به جزيل الأجر والثواب, وتوسطت فيه طرفي التقليل والإسهاب, لينحل به مشكله ويفهم