معناه, ويظهر به ما أراده بمنطوقه وفحواه, ويتحقق به المتعنت السائل صدق قوله, وإذا قرأه المبتدئ وتصوره تنبه به على أكثر المسائل.
وسميته لذلك "كفاية النبيه", وهو في الحقيقة بداية الفقيه, وحقيق لمن صدق هذا القول أو ينفيه ألا يعجل وينعم فيطالع ما فيه, فظني أنه مستودع لأكثر ما في الكتب المنثورة من المنقول, والفوائد والمأثور.
وقد اعتمدت في المنقول أن أشير إذا كان مذكورا في مظنته من كتاب مشهور, وأن أعزيه إلى قائله أو محله إن نقل ذلك لكيلا يتمادى إنكاره الجاهل المغرور, وتارة أعزيه إلى كتاب كبير مع أنه في كتاب صغير, لتعلم بظافر [تضافر] النقل عليه, فينتفي تطرق الاحتمال عليه.
وقد اعتمدت في تجريد الفوائد وترتيب القواعد أن أذكرها في معرض السؤال بعد كلام الشيخ عن تلك المقاصد, وكثيرا ما أذكر قولا أو وجها في مسألة ثم أقول: ويتجه أو ينبغي طرد ذلك في كذا مما هو شبيه بالمسألة, ولست أروم بذلك تخريج وجه, ولكن أقوله تقوية للجمع بين المسألتين, وطلبا للفرق بين المأخذين, فقد قيل: ينبغي لمن حاول الخوض فيما سبق إليه أن يعتمد خمسة أمور: جمع مفترق, وإيضاح متعلق, وإيجاز مطول, واختراع مستجد.
وبالجملة، فكل مأخوذ من قوله ومتروك، إلا من عصمه الله, فنسأل الله التواب أن يهدينا للصواب, ويسامحنا يوم الحساب, إنه على كل شيء قدير, وبالإجابة جدير.