وفي "تفسير القشيري": أن ابن عباس قال: قوله: {حِينَ تُمْسُونَ}[الروم: ١٦] يريد المغرب، {وَحِينَ تُصْبِحُونَ}[الإسراء: ١٧] الصبح، {وَعَشِيّاً}[الإسراء: ١٨] يريد: العصر، {وَحِينَ تُظْهِرُونَ}[الإسراء: ١٨] الظهر، وأما العشاء فدليلها قوله في النور:{وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاءِ}[النور: ٥٧].
وقد قيل: إن [في] الكتاب آيتين دالتين على ذلك، أيضاً:
إحداهما: قوله- تعالى-: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ}[ق: ٣٨] أي: صل صلاة الصبح، {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}[ق: ٣٨] أي: العصر والظهر، {وَمِنْ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ}[ق: ٣٩] أي: [صل] صلاة المغرب والعشاء {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}[ق: ٤٠] فيه تأويلان:
أحدهما: أنه ركعتان بعد صلاة المغرب؛ وهو قول مجاهد.
والثاني: أنها النوافل في أدبار المكتوبات.
والثانية: قوله- تعالى-: {وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ}[هود: ١١٤] ولاشك في أن الطرف الأول صلاة الصبح، والطرف الثاني: قال مجاهد: هو صلاة الظهر والعصر، والزُّلَف: صلاة المغرب والعشاء. رواه الحسن البصري عنه، عليه السلام.
ومعنى الزلف من الليل: الساعات التي يقرب بعضها من بعض.
وهذه الآيات- وإن دلت على المدعي من حيث التلويح- فالسنة مفسِّرة لها، ودالة عليه بالتصريح.
ثم ظاهر كلام الأصحاب هنا: أن النسخ شامل للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته؛ كما قيل: إن قوله- تعالى-: {قُمْ اللَّيْلَ}[المزمل: ٢] شامل له ولأمته وهو ما حكاه في "البيان" في