للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العالمين، الرحمن الرحيم».

ووجه استدلالهم به أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ البسملة مع الفاتحة، مما يدل على أنها آية منها، وكذلك ينبغي أن تكون آية من سائر السور سوى براءة، لأنها مثبتة مع سائر السور، كما أثبتت في الفاتحة فهي آية من كل سورة، ينبغي أن تقرأ معها سواء الفاتحة وغيرها.

والجواب: أن هذا الحديث إنما يدل على أنه - صلى الله عليه وسلم - يقرأ البسملة مع الفاتحة، ولا يدل على أنها آية منها - كما تقدم بيانه - فكيف تكون آية من غيرها!!

٤ - كما استدلوا - أيضًا - بحديث أنس - السابق (١) - أنه سئل عن قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: «كانت مداً، يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم».

ووجه استدلالهم بهذا الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ البسملة مداً، كما تمد آيات القرآن، مما يدل على أنها آية، أو بعض آية من كل سورة سوى براءة.

والجواب: أن يقال: صحيح أن البسملة آية، وأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قرأها بالمد - كما تقرأ آيات القرآن، لهذا الحديث ولغيره، لكن لا يلزم من ذلك أن تكون آية أو بعض آية من كل سورة. وقد يحتمل أن أنسًا - رضي الله عنه - ذكر هذا من باب التمثيل للسائل لكيفية قراءة النبي


(١) ضمن أدلة القول الثاني.

<<  <   >  >>