للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثامن

المواضع التي تشرع فيها البسملة

تشرع البسملة وهي قول: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في مواضع منها مايلي:

١ - عند قراءة القرآن, وبخاصة عند الابتداء بأوائل السور سوى سورة براءة, لأنها آية تنزل مع كل سورة سوى براءة, ولهذا أثبتت في المصاحف مع كل سورة نزلت معها, وإن كانت ليست آية من السور مطلقًا.

٢ - في بداية الكتب والرسائل والخطب والمسائل العلمية, تأسيًا بكتاب الله تعالى, وبسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كان يبتدئ بها في كتبه - صلى الله عليه وسلم - للملوك كما في كتابه إلى هرقل فقد ابتدأه - صلى الله عليه وسلم - بقوله: «بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم. . .» (١).وكذا كان الأنبياء قبله كما جاء في كتاب سليمان لبلقيس: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} (٢). وقد درج على هذا سلف الأمة وخلفها في كتبهم ورسائلهم وخطبهم ومقالاتهم.

وقد اختلفوا في حكم كتابتها مع الشعر، فذهب بعضهم إلى كراهة


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي- الحديث ٧، ومسلم في الجهاد- باب كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام- الحديث ١٧٧٣.
(٢) سورة النمل، والآية: ٢٩ - ٣٠.

<<  <   >  >>