للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيجب الحذر من التشبه بهم، إذ ليس بين الله وبين أحد من الخلق نسب بل إن الآية توجب سؤال الله السلامة من جميع مسالك الكفر والضلال والحذر من ذلك.

٥٩ - دل قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} وما بعده على أن الناس ينقسمون بحسب معرفة الحق والعمل به إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم بمعرفة الحق والعمل به إلى ثلاثة أقسام: قسم أنعم الله عليهم بمعرفة الحق والعمل به، وقسمان مخذولان، أحدهما: من عرفوا الحق وتركوه كفرًا وعنادًا، وهم اليهود، ومن سلك مسلكهم، ولهذا استحقوا غضب الله تعالى. والقسم الثاني: من ضلوا عن الحق وجهلوه من النصارى، ومن سلك مسلكهم، ولهذا وصفهم الله بالضلال (١).

٦٠ - في إسناد النعمة إلى الله تعالى، وإضافتها إليه في قوله: {أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} إشارة إلى تفرده بالإنعام، وتكريم المنعم عليه. وفي حذف فاعل الغضب في قوله {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ} إشارة إلى أن الغضب عليهم لا يختص به تعالى- بل ملائكته وأنبياؤه ورسله يغضبون لغضبه، كما أن في ذلك إشعارًا بإهانة المغضوب عليهم وتحقيرهم.

كما أن في إسناد النعمة إلى الله تعالى، وحذف فاعل الغضب وإسناد الضلال إلى من قام به في قوله {وَلَا الضَّالِّينَ} تعليم لحسن الأدب مع الله بإسناد الخير والنعم إليه، وحذف الفاعل فيما


(١) انظر «مدارج السالكين» ١: ٣٤

<<  <   >  >>