للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقي, وفاجر شقي, أنتم بنو آدم, وآدم من تراب, ليدعن رجال فخرهم بأقوام إنما هم فحم من فحم جهنم, أو ليكون أهون على الله من الجعلان, التي تدفع بأنفها النتن» (١).

١٦ - في إثبات حمده وروبيته للعالمين وتوحيد رد على من قال بقدم العالم فإن في إثبات حمده ما يقتضي ثبوت أفعاله الاختيارية, والفعل متأخر عن فاعله وفي إثبات ربوبيته للعالمين ما يقتضي أن كل ما سواه مربوب مخلوق بالضرورة, وكل مخلوق حادث بعد أن لم يكن, وفي إثبات توحيده ما يقتضي عدم مشاركه شيء من العالم له في خصائص الربوبية, والقدرة من خصائص الربوبية, فالتوحيد ينفي ثبوته لغيره ضرورة, كما ينفي الربوبية والإلهية لغيره (٢).

١٧ - في إثبات رحمته -تعالى- ورحمانيته رد على الجبرية في أن الله يعاقب العبد على ما لا قدرة له عليه, ولا هو من فعله, بل يكلفه ما لا يطيق ثم يعاقبه عليه. وهذا باطل فإن في ثبوت رحمته ورحمانيته ما يقتضي أنه تعالى- لا يكلف العبد ما لا قدرة له عليه, ولا يعاقبه بما ليس من فعله, وما لا قدرة له عليه (٣) , بل إنه تعالى- برحمته يعفو حتى عن بعض ما فعله العبد, كما قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ


(١) أخرجه أبو داود في الأدب- باب التفاخر بالأحساب- الحديث ٥١١٦, والترميذي في المناقب- باب فضل الشام واليمن- الحديث ٣٩٥٥, وأحمد ٥٢٤,٣٦١:٢, وقال الترمذي «حسن غريب» ونقل عن المنذري تصحيحه, و «حسنه غريب» , ونقل عن المنذري تصحيحه, و «حسنه الألباني».
(٢) انظر: «مدارج السالكين» ٦٩:١ - ٩٧, «التفسير القيم» ص ٦٢.
(٣) انظر «مدارج السالكين» ٩٢:١.

<<  <   >  >>