للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (١).

١٨ - إثبات يوم القيامة, والرد على من أنكر البعث والمعاد الجسماني والتأكيد على أنه محقق الوقوع, ولهذا جعله كالموجود القائم في الحال فقال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} وخصه بالذكر مع أنه تعالى مالك الدنيا والآخرة معا لانقطاع أملاك الخلائق كلها في ذلك اليوم, ولعظم ذلك اليوم كما قال تعالى: {وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ} (٢).

١٩ - يؤخذ من قوله -تعالى-: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} الدلالة على أن الملك الحقيقي لله جل وعلا يظهر في ذلك اليوم إذ تنقطع جميع الأملاك سوى ملكه جل وعلا, وأن كل ملك دون ذلك الملك فهو حقير زائل, وأن الدنيا بما فيها من أملاك لا تساوى شيئا بالنسبة للآخرة, وأنها بما فيها من أيام لا تعد شيئا بالنسبة ليوم الدين يوم القيامة, كما قال تعالى: {الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ} (٣). وقال تعالى: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} (٤) , وقال تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ} (٥).

٢٠ - إثبات محاسبة الله للعباد ومجازاته لهم على أعمالهم بالعدل, لقوله تعالى: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} والدين معناه الجزاء بالعدل:


(١) سورة الشورى, الآية: ٣٠.
(٢) سورة البروج, الآية: ١٦.
(٣) سورة الفرقان, الآية: ٢٦.
(٤) سورة غافر, الآية: ١٦.
(٥) سورة النبأ, الآية: ٣٩.

<<  <   >  >>