للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

معنى البسملة

بسم الله: الباء للاستعانة: أي بسم الله أقرأ، أو أتوضأ، مستعينًا به، ومتيمنًا، ومتبركًا (١).

واسم: الاسم مأخوذ من الوسم، وهو العلامة، لأن الاسم علامة على من وضع له، وهذا اختيار الكوفيين وطائفة من النحويين.

وذهب البصريون وأكثر النحويين إلى أنه مأخوذ من السمو، وهو العلو والارتفاع، لأن الاسم يسمو بالمسمى، فيرفعه عن غيره، وقيل لأن الاسم علا بقوته على الفعل والحرف، لأنه الأصل.

وقول الكوفيين أظهر من حيث المعنى، وهو أن الاسم علامة على من وضع له، لكن تصريف اسم وجمعه يقوي قول البصريين: إنه من السمو، وهو العلو والارتفاع فهو يجمع على أسماء وأسامي، ويصغر على سمي، ولو كان من السمة، لكان أصله «وسم»، وجمع على «أوسام»، وصغر على «وسيم» لأن الجمع والتصغير يردان الأشياء إلى أصولها (٢).


(١) انظر «البحر المحيط» ١: ١٤، «تفسير ابن كثير» ١: ٣٩، «أنوار التنزيل» ١: ٦، «شرح البسملة» لأبي زكريا الأنصاري ١/ أ، «شرح البسملة والحمدلة» لأحمد بن عبد الحق ٦/ أ، «رسالة إسماعيل بن غنيم الجوهري في البسملة» ٦/ أ، «رسالة الصبان الكبرى في البسملة» ٦/ أ، «رسالة الصبان الكبرى في البسملة» ٨/ ب.
(٢) انظر «مشكل إعراب القرآن» لمكي ١/ ٦٦، «معالم التنزيل» ١: ٣٨، «الكشاف» ١: ٥، «المحرر الوجيز» ١: ٥٥، «التفسير الكبير» ١: ١٠٨، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٠١، «غرائب القرآن» للنيسابوري ١: ٦٠، «لباب التأويل» للخازن ١: ١٣، «الدر المصون» ١: ١٩ - ٢١، «أنوار التنزيل» ١: ٦.

<<  <   >  >>