للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالحمد والثناء عليه وتمجيده والتوسل إليه بعبوديته وتوحيده. ثم جاء سؤال أهم المطالب، وأنجح الرغائب - وهو الهداية بعد الوسيلتين فالداعي به حقيق بالإجابة»

٣٦ - وجوب دعاء الله والتضرع إليه وسؤاله الهداية، التي هي أجل المطالب لقوله: {اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم} أي: اهدنا إليه وفيه، وذلك بالتوفيق إلى سلوك طريق الإيمان دون سواه وإلى فعل التفاصيل الدينية بامتثال الأوامر واجتناب النواهي، فالعبد في كل لحظة وعند أي عمل في حاجة أن يوفقه الله وعونه وتوفيقه للعبد لانقطعت به الأسباب، وضل عن جادة الصواب فحاجة العبد إلى سؤال الله هذه الهداية ضرورية لسعادته وفلاحه في الدنيا والآخرة أشد من حاجته إلى الرزق والطعام والشراب وغير ذلك (١).

٣٧ - في قوله تعالى {اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم} رد على القدرية المجوسية القائلين بأن العبد يخلق فعل نفسه، ولو كان يخلق فعل نفسه ما كان في حاجة إلى أن يسأل الهداية (٢).

٣٨ - إن الهدى الحقيقي الصحيح هو ما جاء عن الله -تعالى- لقول {اِهْدِنَا الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم} فمن التمس من غير الله فهو


(١) انظر مجموع الفتاوى ١٤:٣٩،١٧:١٣١ - ١٣٢،٨: ٢١٥ - ٢١٦ «بدائع الفؤاد» ٢:١٨
(٢) انظر الجامع «لأحكام القرآن» ١: ١٤٩

<<  <   >  >>