للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدليل ما جاء في حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: قال الله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله: حمدني عبدي، وإذ قال العبد {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} قال الله: مجدني عبدي ...» الحديث رواه مسلم (١).

فقوله (الحمد لله) حمد مطلق. و «الحمد» اسم جنس والجنس له كمية وكيفية. فالثناء كمية الحمد وتكثيره والتمجيد كيفيته وتعظيمه.

وهذا يدل على خلاف ما درج عليه كثير من المفسرين وأهل اللغة من تفسير الحمد مطلقًا بالثناء (٢).

[الفرق بين الحمد والشكر]

فسر بعض أهل العلم الحمد بمعنى الشكر، منهم المبرد (٣) والطبري (٤). قال الطبري: «العرب تقول الحمد لله شكرًا».

والصحيح أن الحمد غير الشكر فالحمد كالمدح نقيضه الذم،


(١) سبق تخريجه في ذكر أسماء الفاتحة في المبحث الثاني.
(٢) انظر «مجموع الفتاوى» ٦: ٢٦٦. وانظر: «تفسير الطبري» ١: ١٣٩، «الكشاف» ١: ٧، «المحرر الوجيز» ١: ٦٣، «زاد المسير» ١: ١١، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٣، ١٣٤، «أنوار التنزيل» ١: ٧، «لسان العرب» مادة (حمد) «البحر المحيط» ١: ١٨، «أضواء البيان» ١: ٣٩.
(٣) انظر: «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٣٣.
(٤) في «تفسيره» ١: ١٣٥ - ١٣٨.

<<  <   >  >>