للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْعَالَمِينَ (٢) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} إن من كانت هذه صفته لم يكن أحد أحق منه بالعبادة والاستعانة وطلب الهداية.

٤٣ - إن الصراط المستقيم الذي يسأل العبد ربه الهداية إليه هو صراط الذين أنعم عليهم بطاعته وتعالى، وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فأنعِم به من طريق، وأكرم بها من نعمة. وقال تعالى في سورة النساء {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا} (١) وقد أضاف سبحانه وتعالى الصراط إلى الاسم الموصول في قوله {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} ليعم السؤال الهداية إلى صراط جميع المنعم عليهم بجميع تفاصيله (٢).

٤٤ - أن الهداية للطريق المستقيم بالإيمان بالله والعمل الصالح هي أعظم نعمة على العبد ولا تنال إلا بإنعام الله وتوفيقه للعبد، وقال تعالى {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (٦) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ}.وقال تعالى {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ} (٣).فمن وفق ورزق هذه النعمة، وهي نعمة الإيمان بالله فهو الموفق، وإن فاته ما دونها من النعم، ومن حرمها ولم يوفق لها فذا هو الخاسر المغبون وإن حصل له شيء مما دونها من النعم،


(١) سورة النساء الآية ٦٩؛٧٠
(٢) انظر «بدائع الفوائد» ٢: ١٧ - ١٨
(٣) سورة الحجرات، الآية: ١٧

<<  <   >  >>