للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تبارك الذي بيده الملك» (١).

قال: فهذا الحديث يدل على أن البسملة ليست آية من السور من وجهين:

الوجه الأول: أنه - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ سورة الملك، بقوله: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} دون البسملة، مما يدل على أن البسملة ليست من السورة.

الوجه الثاني: أن أهل العلم، والعادين لآيات القرآن اتفقوا على أن سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} (٢)، ثلاثون آية بدون البسملة (٣).

٥ - ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج - ثلاثاً، غير تمام» فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام، فقال اقرأ بها في نفسك، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله - تعالى -: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} قال الله - تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال:


(١) أخرجه الترمذي - في فضائل القرآن- ما جاء في فضل سورة الملك- حديث ٢٨٩١، وقال: «حديث حسن»، وابن ماجه- في الأدب- باب ثواب القرآن- حديث ٣٧٨٦، وأحمد ٢: ٢٩٩، ٣٢١، وصححه الألباني.
(٢) سورة الملك، الآية: ١.
(٣) انظر «أحكام القرآن» للجصاص ١: ١١، «مجموع فتاوى ابن تيمية» ٢٢: ٢٧٧، ٤٣٩، وانظر «التحقيق» لابن الجوزي ١: ٢٩٣.

<<  <   >  >>