للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أطال الزيلعي في «نصب الراية» (١) في ذكر كلام الأئمة في تضعيفه، وأجاب عنه، وأعله من وجوه عدة، وكذا أعله وأجاب عنه من وجوه عدة الزبيدي (٢)، كما ضعف إسناده الألباني (٣).

الجواب الثاني أن دلالته على الجهر ليست صريحة - على فرض صحته، فيحتمل أن أبا هريرة أسر بها، ويحتمل أنه قصد تعليمهم، أو غير ذلك.

قال الجصاص (٤): حديث نعيم بن المجمر لا دلالة فيه على الجهر بها، لأنه إنما ذكر أنه قرأها، ولم ينقل عنه أنه جهر بها.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٥) «فإن العارفين بالحديث يقولون: إنه عمدتهم في هذه المسألة، ولا حجة فيه ... فقد يكون أبو هريرة قصد تعريفهم أنها تقرأ في الجملة، وإن لم يجهر بها، وحينئذ فلا يكون هذا مخالفًا لحديث أنس الذي في الصحيح وحديث عائشة الذي في الصحيح، هذا إذا كان الحديث دالًا على أنه جهر بها، فإن لفظه ليس صريحًا بذلك من وجهين، أحدهما: أنه قال قرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيحتمل أنه قرأها سرًا ... الثاني: أنه لم يخبر أن


(١) ١: ٣٣٥ - ٣٤١.
(٢) انظر «الرد على من أبى الحق، وادعى أن الجهر بالبسملة من سنة سيد الخلق» ١: ١٩ وما بعدها.
(٣) راجع تخريج الحديث.
(٤) في «أحكام القرآن» ١: ١٦.
(٥) في «مجموع الفتاوى» ٢٢: ٤٢٢، ٤٢٥، وانظر أيضًا: «نصب الراية» ١: ٣٣٥ - ٣٤١، «الرد على من أبى الحق» ١: ٢١ - وما بعدها.

<<  <   >  >>