للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسبع المثاني» (١).

وسميت أم القرآن, لأنه ابتديء بها, فهي أصله وابتداؤه, ولأنها أيضًا اشتملت على معاني القرآن كلها (٢) , كما سميت مكة أم القرى لتقدمها أمام جميعها, وجمعها ما سواها, وقيل: لأن الأرض دحيت منها (٣).

قال الطبري (٤): «سميت أم القرآن لتقدمها على سائر سور القرآن غيرها, وتأخر ما سواها في القراءة والكتابة, وذلك من معناها شبيه بمعنى فاتحة الكتاب, وإنما قيل لها بكونها كذلك أم القرآن لتسمية العرب كل جامع أمرًا, أو مقدم لأمر - إذا كانت له توابع تتبعه- هو لها إمام جامع «أمُّا». فتقول للجلدة التي تجمع الدماغ: «أمّ الرأس «. وتسمى لواء الجيش ورايتهم التي يجتمعون تحتها للجيش «أمًّا». ومن ذلك قول ذي الرمة (٥) يصف راية معقودة على قناة, يجتمع تحتها هو وصحبه:

على رأسه أم لنا نقتدي بها ... جماع أمور لا نعاصي لها أمرًا

٥ - الصلاة:


(١) لفظ أبي داود الحديث ١٤٥٧, والترمذي الحديث ٣١٢٤.
(٢) انظر: «الكشاف» ١: ٤.
(٣) انظر: «تفسير ابن كثير» ١: ٢٢.
(٤) في «تفسيره» ١: ١٠٧ - ١٠٨. وانظر «تفسير ابن كثير» ١: ٢٢.
(٥) ديوانه ص١١٦٤ - تحقيق د. عبد القدوس أبو صالح- دمشق ١٣٩٤ هـ.

<<  <   >  >>