للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا على القول بأنه يدخل تحت معنى الآية التحدث بنعم الله عامة والآية تحتمله بلا شك، لأنه لا ينافي القول بأن المراد بالنعمة هنا نعمة النبوة.

والشكر بالجوارح بالاستعانة بالنعمة على طاعة المُنعم قولًا وعملًا كما قال تعالى {اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا} (١). وقام - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، وقال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا» (٢). ويكون بظهور أثر النعمة على المنعم عليه. كما في الحديث «إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده «(٣). وفي حديث أبي مالك الجشمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا آتاك الله مالًا فلْيُرَ أثر نعمة الله عليك وكرامته» (٤).

والمدح أعم منهما جميعًا: من حيث ما يقع عليه (٥)، فإنه يقال مما يقع من الإنسان بالتسخير، ومما يقع منه باختياره متعديًا أو لازمًا، فقد يُمدح الإنسان بطول قامته، كما يُمدح ببذل ماله وسخائه وعلمه،


(١) سورة سبأ، آية: ١٣.
(٢) أخرجه البخاري في التفسير - الحديث ٤٨٣٦ عن المغيرة قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى تورمت قدماه، فقيل له غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، قال: «أفلا أكون عبدًا شكورًا».
وأخرجه أيضًا بنحوه من حديث عائشة رضي الله عنها - الحديث رقم ٤٨٣٧. وانظر «تيسير الكريم الرحمن» ٦: ٢٦٧.
(٣) أخرجه الترمذي في الأدب- الحديث ٢٨١٩ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وقال «حديث حسن». وأخرجه أحمد ٢: ٣١١ من حديث أبي هريرة، ٤: ٤٣٨ من حديث عمران بن حصين.
(٤) أخرجه أبو داود - في اللباس- الحديث ٤٠٦٣٤، والنسائي في الزينة الحديث ٤٨١٩ - وصححه الألباني.
(٥) انظر: «الصحاح» و «المفردات» مادة: «مدح»، «تفسير ابن كثير» ١: ٤٦.

<<  <   >  >>