للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} (١).

وإنما أضاف «الملك» ليوم الدين، وخصه به، دون ملك أيام الدنيا، مع أنه تعالى مالك الدنيا والآخرة، ومليكهما كما قال تعالى: {وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى} (٢)، وقال تعالى: {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} (٣)، وقال تعالى: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} (٤)، لعظمة ذلك اليوم (٥)، وتفرده - تعالى - بنفوذ الأمر فيه حيث يظهر للخلائق تمام الظهور تفرده بالملك حقيقة، وتمام ملكه وعدله تعالى - وحكمته، وانقطاع أملاك الخلائق الدنيوية (٦).

تلك الأملاك التي خولها الله تعالى - من شاء كما قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ} (٧) وقال


(١) سورة النبأ، الآية: ٣٨.
(٢) سورة الليل، الآية: ١٣.
(٣) سورة طه، الآية: ١١٤، وسورة المؤمنون، الآية: ١١٦.
(٤) سورة الإسراء، الآية: ١١١، وسورة الفرقان، الآية: ٢.
(٥) أخرج مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها - الحديث ٢٨٥٨ - عن المستورد قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه في أليم فلينظر بم يرجع» وأخرج الترمذي في الزهد - الحديث ٢٣٢٠ عن سهل بن سعد قال: قال رسول - صلى الله عليه وسلم - «لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء».
(٦) انظر «معالم التنزيل» ١: ٤٠، «زاد المسير» ١: ١٣، «الجامع لأحكام القرآن» ١: ١٤٣، «مجموع الفتاوى» ٦: ٢٦٦، «البحر المحيط» ١: ٢٢، «تفسير ابن كثير» ١: ٥١، «أنوار التنزيل» ١: ٨، «تفسير الكريم الرحمن» ١: ٣٥.
(٧) سورة آل عمران، الآية: ٢٦.

<<  <   >  >>