للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فوصفه بالاستقامة يتضمن قربه, لأن الخط المستقيم هو اقرب فاصل بين نقطتين, وكلما تعوج طال وبعد, واستقامته تتضمن إيصاله إلى المقصود, ونصبة لجميع من يمر عليه يستلزم سعته, وإضافته إلى المنعم عليهم , ووصفة بمخالفة صراط أهل الغضب والضلال يستلزم تعينه طريقًا».

والمراد بالصراط المستقيم: طريق الحق والأيمان, والدين القيم , ومعرفة ما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن ربه في الكتاب والسنة والعمل به وفق ما جاء في كتاب الله تعالى وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - (١) - إخلاصًا لله ومتابعة لرسوله - صلى الله عليه وسلم - كما قال الله تعالى: {وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (٢).

وهو الطريق الموصل إلى ساحل النجاة , وإلى الغاية المنشودة والهدف المقصود , وهي: السعادة في الدنيا والآخرة , والحصول على مرضاة الله وجنته , بأقل وقت وأقصر طريق.

قال ابن القيم (٣) بعد أن ذكر قسمي الهداية , وهما هداية البيان والدلالة , وهداية التوفيق والإلهام - قال: «وللهداية مرتبة أخرى - وهي أخر مراتبها - وهي الهداية يوم القيامة إلى طريق الجنة, وهو الصراط


(١) انظر «تفسير الطبري» ١: ١٧١، «مجموع الفتاوي» ١٠: ١٠٧ , ١٤: ٣٨ - ٣٩ , ٧: ١٦٦ , «تفسير ابن كثير» ١: ٥٦.
(٢) سورة الكهف , الآية: ١١٠.
(٣) في «مدراج السالكين» ١: ٣٢ , وانظر: «التفسير القيم» ص ٩ - ١٠ , «تفسير ابن كثير» ١: ٥٦.

<<  <   >  >>