للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصواب , فيما أمره به ونهاه عنه فيما يستقبل من عمره».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (١): «وأما سؤال من يقول: فقد هداهم الله فلا حاجة بهم إلى لسؤال وجواب من إجابة بان المطلوب دوامها كلام من لا يعرف حقيقة الأسباب وما أمر الله به , فان «الصراط المستقيم» أن يفعل العبد في كل وقت ما أمر الله به في ذلك الوقت من علم وعمل, ولا يفعل ما نهي عنه, وهذا يحتاج في كل وقت إلى أن يعلم ويعمل ما أمر به في ذلك الوقت , وما نهي عنه, وإلى أن يحصل له إدارة جازمة لفعل المأمور , وكراهة جازمة لترك المحظور, فهذا العلم المفصل والإرادة المفصلة لا يتصور أن تحصل للعبد في وقت واحد , بل كل وقت يحتاج إلى أن يجعل الله في قلبه من العلوم والإرادات ما يهتدي به في ذلك الصراط المستقيم. نعم حصل له هدي مجمل بأن القرآن حق, والرسول حق, ودين الإسلام حق, وذلك حق , ولكن هذا المجمل لا يغنيه أن لم يحصل له هدي مفصل في كل ما يأتيه ويذره من الجزئيات التي يحار فيها أكثر عقول الخلق , ويغلب الهوى والشهوات أكثر عقولهم لغلبة الشهوات والشبهات عليهم».

وقال ابن القيم (٢) بعد أن ذكر قسمي الهداية: «وهما هدايتان مستقلتان , لا يحصل الفلاح إلا بهما , وهما متضمنتان تعريف ما لم


(١) في «مجموع الفتاوي» ١٤: ٣٧ - ٣٨ , وانظر ٣٢٠ - ٣٢١ , ١٠: ١٠٧ «امراض القلوب وشفاؤها» لا بن تيمية ص ١١ - ١٢.
(٢) في «مدارج السالكين» ١: ٣١ - ٣٢ , وانظر «التفسير القيم» ص ٩ , «بدائع الفوائد» ٢: ٣٧ - ٣٩.

<<  <   >  >>