(٢) أخرجه عبد الرازق- الأثر ٢٨٠٣، وابن أبي شيبة ١: ٣٧٦، وابن المنذر في «الأوسط» الأثر ١٣١٠، والطحاوي في «شرح معاني الآثار» ١: ٢١٩، والبيهقي في «القراءة خلف الإمام» الأثران ٢٥٧، ٣٧٤، وابن عبد البر في «التمهيد» ١١: ٣٠ - عن ابن مسعود بلفظ: «أنصت للقرآن فإن في الصلاة شغلًا، وسيكفيك ذلك الإمام. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» ٢: ١١١ «رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثوقون». قال عبد الله بن المبارك فيما ذكره البخاري في جزء القراءة، فقرة ٢٨، ٢٩: «دل أن هذا الجهر، وإنما يقرأ خلفه فيما سكت الإمام». وكذا قال ابن عبد البر: «قوله: أنصت» يدل على أن ذلك في الجهر دون السر». قلت: ويدل على هذا ما أخرجه ابن أبي شيبة ١: ٣٧٣، وابن المنذر في «الأوسط» الأثر ١٣١١، عن عبد الله بن مسعود: أنه قرأ في العصر خلف الإمام في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورة». وهذا كله يفسر ما أخرجه البخاري في جزء القراءة- الأثر٥٥ - عن ابن أبي مريم سمعت ابن مسعود - رضي الله عنه - يقرأ خلف الإمام- إن صح هذا- على أن المراد به القراءة في الصلاة السرية.
كما يفسر ما روي عنه- عند عبد الرزاق- الأثر ٢٨٠٦، والطحاوي ١: ٢١٩ - أنه قال: «من قرأ مع الإمام، أو ليت الذي يقرأ مع الإمام ملئ فوه ترابًا» - إن صح هذا عنه- على أن المراد به القراءة مع الإمام حال جهر الإمام بالقراءة. علمًا أن في إسناد عبد الرزاق شيخه داود بن قيس الصنعاني وهو مقبول كما في «التقريب» ١: ٢٣٤، وفي إسناد الطحاوي: خديج بن معاوية وهو صدوق يخطئ كمن في «التقريب» ١: ١٥٦.