للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومعنى «الله»:

أي المألوه المعبود الذي تعبده الخلائق، وتتأله له محبة وتعظيمًا وخضوعًا له، وفزعًا إليه في الحوائج والنوائب (١)، لما له من صفات الألوهية، وهي صفات الكمال (٢). قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣). «فإن الله سبحانه هو المستحق للعبادة لذاته لأنه المألوه المعبود الذي تألهه القلوب وترغب إليه، وتفزع إليه عند الشدائد».

وقال رحمه الله (٤): «الله وهو الإله المعبود، فهذا الاسم أحق بالعبادة يتضمن غاية العبد ومصيره ومنتهاه، وما خلق له، وما فيه صلاحه وكماله، وهو عبادة الله، ولهذا يقال: الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا إله إلا الله».

الرحمن الرحيم: اسمان من أسماء الله - تعالى - مشتقان من الرحمة،

وعن عبد الرحمن بن عوف، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «قال الله: أنا الرحمن، وهي الرحم، شققت لها اسمًا من اسمي، من وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته» (٥). فالرحمن والرحيم مشتقان من


(١) انظر «مدارج السالكين» ١: ٥٦.
(٢) انظر «تيسير الكريم الرحمن» ١: ٣٣.
(٣) في «مجموع الفتاوى» ١: ٨٨.
(٤) في «مجموع الفتاوى» ١٤: ١٢.
(٥) أخرجه أبو داود - في الزكاة - باب صلة الرحم - حديث ١٦٩٤، والترمذي في البر والصلة - ما جاء في قطيعة الرحم - حديث ١٩٠٧ وقال «حديث حسن صحيح»، وأحمد ١: ١٩١، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود» وأخرجه أحمد ٢: ٤٩٨ من حديث أبي هريرة.

<<  <   >  >>