أقول: هب .. ، وإلا فإن دون ذلك خرط القتاد، ولمس السحاب.
فإن أتوا - ولن يأتوا - فإن صلاة التسبيح - عند إمعان النظر - لا تخالف هيئتها هيئة الصلاة أبداً.
وغاية ما فيها:
زيادة عدد التسبيحات في أعمال الصلاة نفسها، دون زيادة ركن، أو إنقاص واجب، أو تغيير هيئة.
والتسبيح والذكر هو لب الصلاة وأسّها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - ((إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح، والتكبير)) الحديث
فهل يعتبر الإكثار من التسبيح والتحميد مخالفة لهيئة الصلاة؟ ! ؟
وأما الجلسة التي بعد السجود الثاني قبل القيام الثاني، فليست غريبة!
وإنما هي جلسة الاستراحة التي ثبتت بالسنة الصحيحة من فِعْلِ النبي - صلى الله عليه وسلم - في سائر صلاته ..
وإذن فأين الهيئة المخالفة .. ؟ ! !
هل في صلاة التسبيح ركوعان وقيامان؟
أو قيام من غير ركوع ولا سجود ولا تشهد؟
فالأولى: الخسوف، والثانية الجنازة.
فهل هي أعظم مخالفة لهيئة الصلاة، من هاتين الصلاتين، وكذلك صلاة العيد.
أفلا ردوا - إذن - هذه الصلوات المخالفة لهيئة الصلاة بدعوى المخالفة للهيئة! !
قال صاحب ((التوضيح)):
((إذا بحثنا في الصلوات المفروضة، والمسنونة، فإننا لن نجد واحدة منها تشبه هذه الصلاة))
قلت: وكذلك بحثنا في الصلوات المفروضة والمسنونة، فلم نجد صلاة تشبه صلاة الخسوف .. أفنردها إذن؟ ؟