للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بفضل من الله، وتوبة نصوح، تغادر معها مكان المعصية، وتفارق قرناء السوء، قال تعالى {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره. وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} [الأنعام ٦٨]

وقد أرشدنا إلى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

((إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك؛ إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير؛ إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا منتنة)) متفق عليه (١) (يحذيك): يعطيك.

[كيفية صلاة التوبة]

إذا أذنب العبد ذنبًا، فليبادر إلى الوضوء فيسبغه، ثم يقبل على صلاة ركعتين فيحسنها، ويخشع فيها ويتّبع، تكن كفارة لذنبه، وطهارة لنفسه.

عن علي رضي الله عنه أن أبا بكر رضي الله عنه حدثه: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:

((ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور، ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله، إلا غفر له)).

ثم قرأ هذه الآية:

{والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران ١٣٥] (٢).


(١) رواه البخاري (٥٢١٤) ومسلم (٢٦٢٨).
(٢) رواه أحمد ١/ ١٠ وأبو داود (١٥٢١) والترمذي (٤٠٦، ٣٠٠٦) والنسائي في الكبرى (١١٠٧٨) وابن ماجه (١٣٩٥) وابن حبان (٦٢٣) وابن أبي شيبة (٧٦٤٢) وابن المبارك في الزهد (١٠٨٨) والبزار (٦ - ١١) والبيهقي (٦/ ١٠٩) والطبري في تفسيره (٤/ ٩٦) والحميدي (٤، ٥) والضياء في المختارة (٧ - ١١) عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
قال الترمذي: حديث حسن
قال الضياء المقدسي: إسناده صحيح
وصححه شيخنا في صحيح الترغيب (٦٨٠)

<<  <   >  >>