للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحسبُ تارك الاستخارة ما فاته من الخير العظيم، أن تَرَكَ الصلاة والدعاء، واستخارة ربه، والله الهادي إلى سواء السبيل.

[هل يسن رفع اليدين في دعاء الاستخارة؟]

الأصل في الأدعية، رفع الأيدي إلا ما ثبت عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عدم الرفع فيه وذلك لعموم الأدلة.

مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حيى كريم يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين)) (١)

هل يختم دعاء الاستخارة بشيء، أو يقدم بين يديه شيئاً من الحمدلة، أو الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -؟

أفاد شيخنا العلامة ابن باز، جواز ذلك، فيقدم المستخير بين يدي الدعاء، الحمد والثناء على الله تعالى بما هو أهله، ويختم بالصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك لعموم الأدلة، التي تفيد تقديم الحمد والثناء على الله قبل الدعاء، وختمه بالصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وأبى ذلك شيخنا العلامة الألباني، فمنع ذلك، وذلك لأن دعاء الاستخارة دعاء مخصوص، على صورة مخصوصة، لا ينبغي للمسلم أن يضيف عليه شيئًا، تقديمًا كان ذلك أو ختمًا، والذي تميل إليه النفس، عدم إضافة شيء من ذلك، وذلك دفعًا للريبة، وخشية الوقوع في الابتداع، وخوفًا من التقديم بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحرصًا على التمسك بنص الدعاء، والله أعلم.


(١) رواه أبو داود (١٤٨٨) وابن ماجه (٣٨٦٥) والترمذي (٣٥٥٦) واللفظ له وصححه الألباني في صحيح الجامع.

<<  <   >  >>