للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأول: صدق العبد مع الله ويقينه به، وتحقيقه شروط استجابة الاستخارة.

الثاني: استجابة الله تعالى للعبد في استخارته.

فإذا تم ذلك؛ فلا يقدم انشراح الصدر وغمته شيئًا ولا يؤخره، ولا يقدِر مخلوق كائنًا من كان أن يمنع خيرًا أراده الله تعالى له، أو يصرف سوءًا قدره الله تعالى عليه.

{وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو. وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} [يونس ١٠٧].

قال العز بن عبد السلام ((يفعل ما اتفق)) (١).

وبهذا تعرف عدم صواب ما قاله الحافظ في الفتح: ((والمعتمد أنه لا يفعل ما ينشرح به صدره، مما كان له فيه هوى قوي قبل الاستخارة)).

قلت: المسألة لا تتعلق بالعبد ولا بهواه، ولا بانشراح صدره وميل نفسه، وإنما هي متعلقة بما يعلمه الله ويقدره ويقضيه، سواء كان له فيه هوى أو لم يكن له فيه هوى، وسواء كرهه أو أحبه.

وقد يكون مما قدره الله له، وكان له فيه هوى ومصلحة وخير، فأي مانع من ذلك؟ ! ثم إن أراد أن يفعل ما كان له فيه هوى .. ولم يقدره الله فلا ييسره الله له وإن قدره الله فييسره .. فلم تعد هناك فائدة للقول: لا يفعل ما كان له فيه هوى .. وأما حديث أنس الذي فيه .. ((ثم انظر إلى ما يسبق قلبك، فإن الخير فيه)) فهو ضعيف جدًا، ويأتي تخريجه إن شاء الله تعالى.

ومراحل الاستخارة هي: الهمُّ بالأمر، ثم الاستخارة ثم التوكل، ثم العمل بما يراه المستخير، [ولا يخدش ذلك أن يشاور، أو يكون قد شاور أهل الرأي.] [*]


(١) الفتح (١١/ ١٨٧).
[*] قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة: هذا من زيادات النسخة الإلكترونية، وليس في المطبوع

<<  <   >  >>