للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا ما أذنبوا، يغسلون بها خطاياهم .. وينظفون بها آثامهم، فيكفر الله بها ذنوبهم .. ويمحوا بها سيئاتهم.

فما أرحمه من رب .. وما أكرمه من خالق.

{يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ... } الآية [التحريم ٢]

فسارع - يا عبد الله - إلى التوبة، وبادر إلى الإنابة.

فالبقاء على المعصية مهلكة .. والإصرار عليها بريد الفجور، وجهل عظيم بالله سبحانه .. واستهانة بأوامره.

{والذين إذا فعلوا فاحشة أوظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} [آل عمران ١٣٥].

ومن أدرك عظمة الله تعالى، واستحقاقه للطاعة حق الإدراك، وكان إيمانه كاملاً ما عصاه أبدًا، {وهو القاهر فوق عباده} الآية [الأنعام ١٨].

{وما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعًا قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه} الآية [الزمر الآية ٦٧].

ومن استشعر قدرة الله النافذة، وبصره المطلع على كل شيء، وسمعه الذي يسمع كل شيء، وعلمه الذي أحاط بكل شيء، ما عصى عبد ربه أبدًا.

{وهو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم. هو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير} [الحديد ٣، ٤] ..

وما أحسن ما قال الشاعر:

يا من يرى مد البعوض جناحها ... في ظلمة الليل البهيم الأليل

ويرى مناط عروقها في نحرها ... والمخ في تلك العظام النُّحَّل

ويرى ذنوب عباده في ظلمة ... من فوق عرش المليك الأول

أمنن علي بتوبة تمحو بها ... ما كان مني في الزمان الأول

<<  <   >  >>