للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين. بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين. ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين. وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولاهم يحزنون} [الزمر ٥٦ - ٦٠].

فهيا يا عبد الله: شمر عن ساعد التوبة، وترفع عن الذنب، فما هي إلا أيام .. وإذا بك بين يدي مولاك.

{قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يومًا أو بعض يوم فاسأل العادين} [المؤمنون ١١٢، ١١٣].

بل هي والله ساعات، وإذا بك بين يدي جبار الأرض والسموات.

{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات ٤٦].

وإن من أعظم الأمور التي تحول دون توبة العبد وإنابته إلى ربه، ما يخيل للعبد، من أن الله عز وجل لا يقبل توبته، ولا يغفر زلته، لكثرة ما تاب وانتكس، ولعظم ما أذنب وارتكس، وهذا وسوسة من وساوس الشيطان، ليصد به المؤمن عن التوبة، ولو علم التائب الصادق في توبته، عظم مغفرة ربه، وشدة فرحه بتوبة عبده، لسارع المذنب إلى التوبة، ولو بلغت ذنوبه عنان السماء، قال تعالى:

{قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} [الزمر ٥٣].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

((لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم سقط على بعيره وقد أضله (١) في أرض فلاة)) متفق عليه (٢) وفي رواية لمسلم (٣):

((لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم، كان على راحلته


(١) وجد بعيره بعد أن فقده.
(٢) البخاري (٥٩٥٠) ومسلم (٢٦٧٥) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(٣) (٢٧٤٧)

<<  <   >  >>