للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما من يسمع عظيم الثواب الوارد فيها، ثم يتغافل عنها، فما هو إلا متهاون في الدين، غير مكترث بأعمال الصالحين، لا ينبغي أن يعد من أهل العزم في شيء، نسأل الله السلامة)).

قال ابن عابدين:

((وحديثها حسن لكثرة طرقه، ووهم من زعم وضعه، وفيها ثواب لا يتناهى، ومن ثَمّ قال بعض المحققين:

((لا يسمع بعظيم فضلها ويتركها إلا متهاون بالدين)) (١).

وقال الحافظ ابن حجر في ((أماليه)) (٢):

((كان عبد الله بن المبارك يصليها، ويتداولها الصالحون بعضهم عن بعض، وفي هذا تقوية للحديث، وأقدم من روي عن فعله (٣) أبو الجوزاء: (٤) أوس بن عبد الله البصري ... وقد نصّ على استحبابها أئمة الطريقين، من الشافعية كالشيخ أبي حامد، والمحاملي، والجويني، وولده إمام الحرمين، والغزالي، والقاضي حسين، والبغوي، والمتولي، وزاهر بن أحمد الرضي، والرافعي في الروضة)) - ثم ذكر إقرار الإمام أحمد لها - ثم خطّأ من وضَّعها.

وقد ذهب بعض أهل العلم إلى تضعيف حديثها، وبدعية صلاتها، وسيأتي الرد عليهم مفصّلًا.


(١) ابن عابدين في ((حاشيته على الدر المختار)) (٢/ ٢٧).
(٢) المسماة ((نتائج الأفكار)) نقلاً عن ((الآثار المرفوعة)) ص (١٣١).
(٣) كذا العبارة ولعلها ((عنه فعلها)) أو (وروي من فعله)، قلت: ذكر أثر عبد الله بن المبارك: الترمذي (٢/ ٢٤٨)، والبغوي في شرح السنة (٤/ ١٥٨)، والحاكم (١/ ٣١٩)، والبيهقي في شعب الإيمان (حديث رقم ٦١٠)، وقال الحاكم: ((ومما يستدل به على صحة هذا الحديث استعمال الأئمة من أتباع التابعين إلى عصرنا هذا ومواظبتهم عليه وتعليمهم الناس منهم عبد الله بن المبارك))
(٤) أبو الجوزاء هو: أوس بن عبد الله الربعي أحد كبار التابعين والعباد المشهورين وكان ممن يقوم على الحجاج، قيل قتل يوم الجماجم السير (٤/ ٣٧١).

<<  <   >  >>